بغداد وبلقيس

بغداد وبلقيس


بغداد...هل عصفورة بقيت وهل بقي الشجر؟
بغداد هل لا زال الحب يقتلك ويحييك المطر؟
ها اننا لمّا نزل في امسيات العاشقين
تقتلنا الكلمات ويحينا السهر
بغداد....شيعنا الشجاعه والرجولة
بغداد...شيعنا التاريخ وايام البطولة
بالله عليك قولي هل في قواميس الرجولة و الفحولة
ماعاد يدفع فيَّ سنت
بغداد ...اتراني بعتك بعد ان افلست
اتراني تخليت عنكِ بعد ان فاوضت واستسلمت

.......

بلقيس في بغداد....تقرأكم السلام!
بلقيس صارت زهرة حمراء تدوسها الاقدام
و دفتر شعر تحت الاف الرصاصات وتحت الاف الركام
هذه هي بلقيس ...مجرد انثى بين الحطام
فاين انت يا نزار
قد باعوا جوهرتك ...دون ان يمنحوها حق الاختيار
بلقيس لم تنحني يوما
وها هي اليوم تركع .. بلا قدرة على اتخاذ القرار
سحقا يا نزار انقذ مشكلة اللغة عندي
وانقذ بلقيس من مخالب الاقدار
اين اذهب من عقدتي اللغوية في التعبير
واين اهرب من عقدتي العاطفية في فاجعه خضوع بلقيس
اين الفرار؟
اين الفرار؟
.....................
هل صار لبلقيس اثنتان؟؟
هل صار لبغداد اثنتان؟؟
هل صارا كرة تتقاذفها اقدام اقزام الزمان
سحقا لحاضرنا....قتل بلقيس واغتال بغداد في نفس اللحظة ونفس المكان
سحقا لحاضرنا رسم الموت في عينيهما وسرق ما فيهما من ياقوت ومرجان

يا ويلنا من التاريخ ..يا ويلنا الف مرة
ماذا سيكتب عنا
فنحن شعوب قسمت كل يصنف حسب عارة
ونحن شياه حبست وصرنا في يد الزمن لعبة وتجارة
سيكتب التاريخ في جباهنا
اننا خائنون ومنافقون وان ولادتنا كانت بداية الخسارة
...................
بغدادنا....انتِ ذنب يحاسبنا الله عليه
فيا ويلنا من الحساب
يا ويلنا من جثتك المقطعه
يا ويلنا من صدرك المنقوش بخربشات الذئاب
سيقول عنا التاريخ اننا ضعفاء
واننا فتحنا للهزيمة الف باب
سيلحق بنا عارنا حتى القبور
وان اغمضنا اعيننا تجاهلا له
قفز لنا من تحت الاهداب
............................
بغداد تحييك حقول السنابل
يحييك دجلة وماعلى ضفافه من نخيل
تحييك سامراء وبابل
كم اخطئنا اذ ذبحناكِ
و وأدناكِ كما كان يفعل بالاناث اجدادنا الاوائل
بغداد يا انثاي يا من استطاعت ان تحطم خناجر الاعداء
فطالتها سيوف القبائل
اغفري لنا فانتي لازلتي طيبة القلب
رغم الاف الحراب في خصرك..ورغم الاف الرصاصات والقنابل
..............................
نعتذر ايتها الغالية
نعتذر لاننا لعبنا دور الاقطاعي
ولاننا البسناكِ ثوب الفلاح
ولاننا غرسنا سكاكيننا في جيدكِ
وقطفنا ما في بستانكِ من برتقال وتفاح
عذرا لاننا انشدنا عليكِ قصائد البطولة والشجاعه
بينما نحن لم نفلح في انقاذ نخلة من نخيلك ولم نعرف يوما الإفلاح
عذرا اذ اننا ملئنا اذنيكِ صراخا وصخبا ونثرنا وعدنا بالدفاع عنكِ
وواصلنا التكلم بينما الفعل في قواميسنا قد ولّى وراح


نعتذر غاليتنا
بدل ان نحييك ..قتلناكِ
بدل ان نضحككِ.. ابكيناكِ
بدل ان نسعدكِ.. احزناكِ
بدل ان نعشقكِ.. كرهناكِ
بدل ان ان نرعاكِ.. سرقناكِ
بدل ان نستركِ.. عرّيناكِ
بدل ان ننجب منكِ الف عراقي.. اجهضناكِ
بدل ان نهبكِ.. حرمناكِ
نعتذر حبيبتنا لاننا على بوابة التاريخ شنقناكِ

سادتي هذه حبيبتي قد قتلت فلماذا لاتقتلوني
هذه مدللتي قد نحرت فلماذا لا تنحروني
هذه معشوقتي قد دفنت فلماذ لا تدفنوني
اتوسل اليكم سادتي....اغرسوا الخنجر في صدري
فانا منذ موتها صرت غيري
اني لا استيطع العيش بدون بغداد
فأما ان تعيدوا النبض الى قلبها
واما ان توقفوا النبض في قلبي
فانتم لاتعلمون بان قدرها مربوط بقدري
وحول شمسها يدور عصري
اجل حولها يدور عصري
كل عصري
فاقتلوني بالله عليكم واقرأوا الفاتحه عليَّ وعليها
فكلانا نرفض الاستبداد والذل والقهرِ