نوم على المقعد الجامعي !!

أحب أشارككم هذه الخاطرة من يومياتي،،


الاثنين 21 أبريل،2008

كثيراً ما يُقال لي أنني من الكائنات الليلية..أي من الكائنات التي تعشق
السهر.. امممم ربما يرجع ذلك إلى الرومانسية التي تقبع في جيناتي !!
فأنا أعشق مسامرة القمر و الخلوة به ، و تجاذب أطراف الحديث معه
كما يفعل العاشقون !! تتجلى نظرية تقول أن الواقعيــن في
الحب يسهرون دائما ً ولا يتذوقون طعم النوم .. بالنسبة لي ، أقضي
معظم "سهراتي" أثمل برفقة الكتاب الدراسي و الشاي ، و أحيانــا ً
النسكافيه !! أشرب نخب العلم و الثقافة ، و أدرس بهستيريةٍ خفيفةٍ
ممزوجةٍ بقليلٍ من الجنون و المرح لئلا أشعر بالملل و أفقد أعصابي.

في الواقع مارستُ السهر تلك الليلة ، لكن لم أقتل الوقت بالدراسة ،
بل قتلته باللاشيء ، تفننتُ في تضييع الوقت.. سهرتُ حتى أقبــل
موعد آذان الفجر ، فأديتُ فرضي ، و أخذت أستعد للذهــاب إلى
الجامعة.. وصلتُ إلى الجامعة في السابعة و النصف صباحا ً ، كــان
اليوم الأول في الدراسة بعد حصولنا على إجازةٍ تبلغ من العمـــر
7 أيام .. كنت أشعر بشعورٍ غريب لحظة دخولي من البوابـــة ،
شعرت أنني أريد أن أضحك بجنون كالسكارى ، و أهذي و أهلّس
كما يهلّس المحموم ، شعرت أنني أنظر إلى الحياة بنظرةٍ تملؤهــا
البلاهة و التخدير ، للحظةٍ شعرت أنني مدمنة مخدرات !! بعــد
عدة دقائق التقيت بصديقتي أثناء تجولي في الحرم الجامــعــي و
تجاذبت معها أطراف الحديث بسرور و بهجة مفرطة ، حمداً لله
أنني التقيت بصديقةٍ خفيفة الظل و مرحة حتى تشاركني حالـــة
الجنون التي كانت تعتريني.. أيفعل السهر كل هذا ؟؟!!

بعد فترة ٍ ليست بالقصيرة ولا بالطويلة !! توجهت إلى محاضرة
من محاضراتي ، دخلت القاعة و جلست على المقعد بنصبٍ بعد
أن ألقيت التحية الأسبانية "Hola"على إحدى الزميلات ، فكلانا
يعشق الأسبانية لسبب ٍلا نستطيع تفسيره ، ولا نعلــم ما هو من
الأساس !! بعد 15 دقيقة دخلت الأستاذة وهي تمشي مشيتـهـا
المعتادة بهدوءٍ عنيف ، وخطواتٍ صغيرةٍ متزنة ، كأنها تقفـــز
قفــزاً بسيطاً مع كل خطوة تخطوها.. بدأت تلك المخلوقة بالكلام
و بدأت أنا في الارتحال إلى عالم ٍ يسمى عالم النوم!!هل سمعتــم
عنه؟؟ سمعتُ وقع خطى ذلك النعاس الشديد الذي ألقى أمتعتـه
على رأسي استعدادا ًً للمبيت فيه !! شرعتُ أصارع شبح النـوم
بكل ما أوتيت من قوة ، و لكنني لم أفلح ، فغصتُ في نوم ٍ مريرٍ
ربما لدقيقة واحدة ثم ما لبثت أن فتحتُ عينيّ حتى لا ترانـــي
الأستاذة ، وحتى لا أروح ضحية النوم في المحاضرة فـأغـــدو
أضحوكة القاعة.. لم أستطع المقاومة فسمحتُ لعينيّ بأن تلتحف
بجفنيّ و غصتُ مرة أخرى في نوم ٍ لدقائق معدودة.. و عندما
يُخيّل لي أن السكون قد خيم على المكان أو أن هناك شيئاً ما قد
طرأ ، أسارع بفتح عينيّ بفزع ، فأجد أن الأستاذة مازالت تثرثر
أقسم أنني لم أدري عمّ كانت تتحدث !! لم أسمع إلا جزءً من
صوتها و ليس كلماتها !! كان وضعي كمن يشاهد مسرحية أو
يسمع أغنية ثم يسد أذنيه بإصبعيه ثم يبعدهما ، ثم يسدهما ، ثم
يبعد إصبعيه ، ثم يسدهما ، ثم يبعدهما بحيث لا يفهم شيئا ً، ولا يسمع
سوى ضجيج !! ازداد حالي سوءً ، و أصبح النوم ينهش خلايا دماغي
آمرا ً إياها بالنوم و السكون ، فاستسلمتُ له و غصتُ في حالة نوم ٍ
صغيرةٍ أخرى و فقدت اتصالي بالعالم لدقائق معدودة ، ولكنني فزعتُ
و استيقظت عندما سمعتُ الأستاذة تقول : " اطلعي بره لو سمحتي!"
لا تخافوا ، فهي لا تقصدني : ) كانت تقصد فتاة تتحدث مع زميلتها
طيلة المحاضرة ، وقفت الفتاة و حملت حقيبتها و خرجت ، و أنــا
أحمد الله في نفسي أنه لست أنا المقصودة ، صدقوني أوقعت لي قلبي
في أقدامي من الفزع !! آهٍ أي نوم ٍ هذا الذي يحرق الأعصاب حرقاً!
عاودتُ الكرّة و استسلمتُ للنوم بغية الاسترخاء جراء هذا الموقف
الذي شدّ أعصابي !! لكنني لا ألبث حتى أعود و أفتح عينيّ خوفا ً
من أي تطورات !! مازالت المخلوقة صاحبة الطقم الكلاسيكي تثرثر
و أنا لا أدري عن عالمهم شيئا ً ، فقد كنت أسيرة عالم النوم ..

أخيراً !! اقترب موعد نهاية المحاضرة فعزمت ُ أن أقاوم إغراءات
النوم و أبقى مستيقظة في آخر 5 دقائق ، ففعلت وانتهت المحاضرة
على خير دون سقوطي على الأرض ضحية نوم ٍ عميق ٍ يشتاق لي!
أقسم أنني لم أنم هكذا في قاعات الدراسة طوال فترة حياتي الدراسية!
حمدتُ الله على كل شيء ، و انطلقت متوجهة ً إلى بوابة الخروج
تاركة ً ورائي المحاضرة القادمة التي تبلغ ساعتين من الزمــن ،
كنت أتمتم مع نفسي " طفح الكيل !! أريد أن أنام !! "..

مودتي،،
مرفأ الذكريات : )

موقف طريف ..يتعرض له الكثير من التلاميذ والطلبة..
خواطر رائعة وطريفة ..تعبير اروع ...اختي مرفأالذكريات اشجعك على الكتابة والتاليف...لديك قدرات ممتازة على التعبير واقتناء الكلمات
تحياتي